أمراض الطماطم
تعتبر الامراض التي تصيب الطماطم مصدر قلق لكل مزارع فهي تأثر بشكل كبير على المحصول و قد تأدي في بعض الاحيان الى تلفه بالكامل ، و تتعدد الامراض التي تصيب الطماطم و يمكن تقسيمها الى ثلاث فئات امراض فطرية ،امراض البكتيرية و امراض فيروسية و لان هذه الامراض كثيرة و لا يمكن ادراجها في مقال واحد حيث ادرجنا مقالا اول للامراض التي تصيب الطماطم اعراضها و كيفية الوقاية منها ،لذا قررنا كتابة هذا الجزء الثاني تكملة للاول لنحيطكم علما بباقي الامراض و كيفية التعامل معها .
تُعد الطماطم من أكثر المحاصيل انتشارًا في الزراعة المنزلية والتجارية، لكنها في المقابل من النباتات التي تتعرض بسهولة لمجموعة واسعة من الأمراض الفطرية، والبكتيرية، والفيروسية. وتكمن أهمية التعرف على هذه الأمراض في أن لكل منها أعراضًا مختلفة، وأسبابًا محددة، وطرق علاج ووقاية خاصة بها. لذلك، فإن أي مزارع يطمح إلى إنتاج محصول طماطم سليم وعالي الجودة، عليه أن يكون على دراية تامة بهذه الأمراض، وأن يتبع الإجراءات الصحيحة في الوقت المناسب للوقاية منها أو الحد من أضرارها.
مرض اللفحة المبكرة
يُعد مرض اللفحة المبكرة من أخطر الأمراض الفطرية التي تصيب الطماطم، ويظهر نتيجة الإصابة بفطر Alternaria solani أو Alternaria linariae. يتطور هذا المرض في ظروف الرطوبة العالية ودرجات الحرارة المعتدلة، ويؤثر على النبات في جميع مراحله، مما يؤدي إلى خسائر كبيرة في الإنتاج وجودة الثمار.يبدأ ظهور المرض على شكل بقع صغيرة مسودة أو سوداء على الأوراق السفلية القديمة، تكون محاطة بهالة صفراء مميزة، ومع تطور الحالة، تتوسع هذه البقع لتشكّل حلقات دائرية تشبه الأهداف. ومع اشتداد الإصابة، تنتشر الآفات إلى السيقان والثمار، مسببة ما يُعرف بـ "عفن الرقبة"، وهو تعفن في قاعدة الساق، ما يؤدي إلى ضعف النبات، تساقط الأوراق، وصغر حجم الثمار.
لا تقتصر الإصابة على الأوراق فقط، بل تمتد لتشمل الأفرع والثمار، مما يعرض المحصول بالكامل للخطر إذا لم يُتخذ الإجراء المناسب في الوقت المناسب.
- تكبر البقع بسرعة ثم يصبح النسيج المحيط بالبقعة اصفر و قد تصفر الورقة كاملة اذا كانت البقع كثيرة .
- تصيب الثمار و يبلغ حجم الآفات الثمرة باكملها و كثيرا ما تسقط .
- يتكاثر الفطر على المخلفات المصابة من العائلة الباذنجانية كالباذنجان و البطاطس ويستمر بالعيش في التربة .
مكافحة اللفحة المبكرة
- للوقاية من مرض اللفحة المبكرة وتقليل مخاطره، يُنصح باتباع مجموعة من الإجراءات الزراعية والوقائية المهمة. في البداية، يجب زراعة أصناف من الطماطم معروفة بقدرتها على مقاومة الأمراض، مع استخدام بذور سليمة وخالية من الملوثات. كما يُعتبر التخلص من المخلفات النباتية، خاصة بقايا الطماطم غير المزروعة والحشائش المحيطة، أمرًا ضروريًا للحد من انتشار الفطر.
- من المهم أيضًا ترك مسافة كافية بين الشتلات عند الزراعة، لضمان التهوية الجيدة ومنع تلامس الأوراق، مما يقلل من فرص انتقال العدوى. ويُفضل تقليم الأوراق والفروع المصابة فور ملاحظتها، مع تجنّب رش المياه مباشرة على الشتلات، لأن الرطوبة السطحية تعزز نشاط الفطريات.
- التسميد المتوازن يلعب دورًا كبيرًا في تقوية النبات وزيادة مقاومته، لذا يجب التأكد من تزويد التربة بالعناصر الغذائية اللازمة، خصوصًا الكالسيوم، مع إجراء تحليل دوري للتربة مرة على الأقل كل سنة.
- وفي حالة تفشي المرض بشكل كبير، يمكن اللجوء إلى المكافحة الكيميائية باستخدام مبيدات فطرية فعالة، مثل مانكوزيب (Mancozeb)، مع الالتزام بالجرعات الموصى بها واتباع تعليمات الاستخدام لضمان السلامة والفعالية.
مرض اللفحة المتأخرة
يُعتبر مرض اللفحة المتأخرة من الأمراض الفطرية الخطيرة التي تصيب الطماطم، ويُسببه الفطر Phytophthora infestans. هذا المرض يظهر عادة في الظروف الجوية الباردة الممطرة، ويميل إلى الانتشار في نهاية موسم النمو عندما تكون الرطوبة عالية ويتشكل الندى بشكل كثيف، مما يساهم في انتشاره السريع. ويُعد المرض من أكبر تهديدات زراعة الطماطم، حيث يمكن أن يقضي على الحقل في وقت قصير ويُسبب خسائر فادحة.
- الأوراق: تبدأ الإصابة بظهور بقع بنية داكنة أو مسودة على الأوراق. هذه البقع تتسع بسرعة وقد تلحق بالساق، مما يؤدي إلى جفاف الساق وموت التفرعات النباتية المصابة.
- الثمار: تظهر على الثمار بقع زيتونية سوداء سطحية تكون جافة ومتصلبة، تغطي أجزاءً كبيرة من الثمرة أحيانًا. وفي الظروف الرطبة، يظهر على هذه البقع نموات فطرية بيضاء، مما يعزز عملية التعفن وتشقق الثمار.
- السيقان: قد تتأثر السيقان أيضًا، حيث تظهر عليها علامات سواد وتلف سريع يؤدي إلى ضعف النبات وموت الأفرع.
- الرطوبة العالية: اللفحة المتأخرة تنتشر بسرعة في الظروف الرطبة، خاصة في الأوقات التي تتشكل فيها طبقات كثيفة من الندى.
- الرياح والأمطار: يمكن للفطر أن ينتقل عبر الرياح والأمطار من النباتات المصابة إلى النباتات السليمة، مما يزيد من سرعة انتشاره في الحقل.
مكافحة اللفحة المتأخرة
- اثناء الزرع ينصح باستخدام شتلات و بذور قادرة على التحمل و خالية من الامراض .
- ترك مسافة بين الشتلات و تجنب الرش العلوي للنبتة خصوصا اثناء الري في المساء .
- ازالة جميع مخلفات النباتات و الاعشاب التي تؤدي الى الفطر خصوصا الباذنجانيات .
- القضاء على جميع الشتلات المصابة لتفادي نقل العدوى .
- اذا استدعى الامر استخدام المكافحة الكيميائية في حالة انتشار المرض بشكل كبير يمكنك استعمال احد المبيدات للفطرية التالية : مانكوزيب Mancozeb او كلوروثالونيل Chlorothalonil مع الحرص على اتباع إرشادات الاستعمال .
مرض تبقع اوراق الطماطم
- يظهر المرض على الأوراق حيث تظهر بقع دائرية مسودة على السطح العلوي للأوراق. هذه البقع تبدأ صغيرة ثم تتسع تدريجيًا.
- مع تطور الإصابة، قد يؤدي المرض إلى موت جزئي أو كلي للورقة، مما يسبب تساقط الأوراق المتضررة.
- تدمير الأوراق يعرّض الثمار لأشعة الشمس المباشرة، مما يُسبب حروق الشمس على الثمار، ويؤدي إلى انخفاض في جودة الإنتاجية.
- الرطوبة العالية: هذا المرض ينتشر في الظروف الرطبة أو بعد الأمطار الغزيرة.
- الهواء الرطب: تتكاثر البكتيريا بسهولة في الأجواء الرطبة وتنقلها الرياح إلى النباتات السليمة.
مكافحة مرض تبقع اوراق الطماطم
- تناوب المحاصيل: من الطرق الفعالة للحد من انتشار المرض، حيث يُقلل من بقاء البكتيريا الممرضة في التربة.
- إزالة بقايا المحصول: تنظيف الحقل من بقايا الطماطم والمخلفات الزراعية يحد من مصادر العدوى التي يمكن أن تنتقل للموسم التالي.
- المكافحة الكيميائية: يُنصح باستخدام مبيدات فطرية نحاسية، التي تُعتبر فعالة في السيطرة على المرض، ويجب الالتزام بطريقة الاستعمال الصحيحة وتكرار الرش بشكل منتظم للحصول على أفضل النتائج.
- نظرًا لأن كل أنواع الطماطم معرضة لهذا المرض، فإن الوقاية والتدخل المبكر عاملان حاسمان للحفاظ على صحة النباتات وجودة الثمار.
مرض لسعة الشمس
- تُعد ضربة الشمس من المشاكل الفسيولوجية الشائعة التي تصيب ثمار الطماطم، خاصة في المناطق ذات الحرارة المرتفعة والتعرض المباشر لأشعة الشمس. تظهر الإصابة غالبًا على الثمار الخضراء، حيث تتشكل بقع بيضاء مصفرة على سطح الثمرة، وتكون هذه البقع أكثر وضوحًا في الجانب المعرّض للشمس. مع مرور الوقت، تجف هذه البقع وتتجعد، وتكبر مع نمو الثمرة، مما يجعلها عرضة للإصابة بالفطريات وتعفن الأنسجة الداخلية للثمرة.
- للوقاية من ضربة الشمس، من المهم الحفاظ على أوراق النبات سليمة، حيث تُعتبر الأوراق درعًا طبيعيًا يظلل الثمار ويمنع تعرضها المباشر لأشعة الشمس. ولذلك، يجب الوقاية من الأمراض التي تُسبب تساقط الأوراق كالتبقع واللفحات. كما يُنصح بتغطية قاعدة النبات بـقش الأرز أو أي مادة عضوية مشابهة، مما يساعد على تقليل حرارة التربة والاحتفاظ برطوبتها.
- إضافة إلى ذلك، قد تتأثر الطماطم أيضًا بعوامل مناخية أخرى مثل الصقيع، والذي يؤدي إلى احتراق أو موت الأوراق، مما يؤثر على الإنتاجية وجودة الثمار. ولتفادي أضرار الصقيع، يُنصح بريّ النباتات رية خفيفة قبل الفجر، وتغطيتها بالقش أو أغطية خفيفة لحمايتها من البرودة المباشرة.