زراعة الطماطم
تُعد الطماطم من الخضروات الأساسية التي لا غنى عنها في أي مطبخ، وهي تنتمي إلى العائلة الباذنجانية، وتُزرع على نطاق واسع في مختلف أنحاء العالم بفضل طعمها المنعش وقيمتها الغذائية العالية. تُستهلك الطماطم طازجة، أو مطبوخة، أو مُصنعة في شكل صلصات، عصائر، ومعجون، ما يجعلها محصولًا استراتيجيًا سواء للاستهلاك المحلي أو التصدير.تتميّز الطماطم بكونها غنية بالفيتامينات مثل فيتامين C وA، فضلًا عن المعادن المهمة كالبوتاسيوم والمغنيسيوم، بالإضافة إلى احتوائها على مضادات أكسدة طبيعية مثل الليكوبين، الذي يُعرف بخصائصه الوقائية ضد أمراض القلب وبعض أنواع السرطان.
وفي هذا المقال من مدونة علوم الزراعة، سنأخذكم في جولة مفصلة نشرح فيها كيفية زراعة الطماطم بالشكل الصحيح، الظروف المثالية لنموها، والمعاملات الزراعية التي تُساهم في رفع الإنتاجية وجودة المحصول.
التربة المناسبة لزراعة الطماطم
- تُعتبر التربة من أهم العوامل التي تحدد نجاح زراعة الطماطم، إذ يتطلب هذا المحصول تربة مناسبة تضمن نموه بشكل صحي وتؤثر بشكل مباشر على الإنتاجية وجودة المحصول. تُعد الطماطم من النباتات التي تنمو في معظم أنواع التربة، سواء كانت رملية أو طينية ثقيلة، بشرط أن تكون التربة خالية من الأمراض مثل مرض الذبول والفطريات النيماتودية التي قد تؤثر سلبًا على نمو الجذور وصحة النبات.
- تتحمل الطماطم الملوحة حتى EC 2.5، حيث تستطيع تحمل بعض مستويات الملوحة دون تأثير كبير على المحصول. ومع ذلك، إذا زادت درجة الملوحة عن هذه النسبة، فإن ذلك يؤدي إلى انخفاض كبير في الإنتاجية، وبالتالي يجب الحرص على مراقبة مستوى الملوحة في التربة.
- أفضل بيئة لزراعة الطماطم هي الأراضي الخصبة التي تحتوي على سماد عضوي، ويُفضل إضافة هذه الأسمدة قبل أسبوعين من الزراعة لتحسين خصوبة التربة. يمكن أيضًا إضافة الأسمدة الحيوانية لزيادة قدرة التربة على احتفاظ المياه وتوفير العناصر المغذية الضرورية للنبات، مما يعزز نمو الجذور ويساعد في تحسين المحصول.
- كما يجب التأكد من أن التربة تتمتع ب درجة حموضة (pH) مناسبة، حيث يُفضل أن تتراوح بين 6.0 إلى 6.8. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون عمق التربة كافيًا لاحتواء الجذور ومنحها المساحة المناسبة للنمو بشكل صحي.
المناخ المناسب لزراعة الطماطم
يجب الحفاظ على ثبات درجة الحرارة حتى تنمو الطماطم بالشكل المطلوب و بجودة عالية ، و لنموها بشل صحيح فانها تحتاج الى مناج معتدل و جو دافئ معتدل و تتراوح درجة الحرارة المثلى للنمو بين 15 الى 30 ،و تؤدي درجة الحرارة المنخفظة على 10 الى توقف النمو و عدم حدوث العقد ، و ان زادت درجة الحرارة عن 35 فانها تأثر على تلوين الثمار حيث تظهر مناطق غير متجانسة في التلوين على الثمار و كذا سقوط العقد الصغير بسبب فشل عملية التلقيح و الاخصاب.موعد زراعة الطماطم
تزرع محاصيل الطماطم على مدار العام في اكثر من عروة وفق مواعيد مختلفة نتعرف عيها بشكل تفصيلي فيما يلي :- العروة الصيفية المبكرة : تتم زراعة المشتل في بداية شهر يناير ، وتنقل للارض المستديمة في اواخر فبراير ، تزرع تحت الاقبية في هذه العروة اذ يجب حمايتها من الاجواء الباردة و الصقيع الذي قد يتلف النبتة .
- العروة الصيفية العادية : في هذه الفترة تزرع البذور في شهري يناير و فبراير ، و في شهر مارس تنمو الشتلات و تعتبر هذه الفترة هي الاكثر اعتمادا من طرف العديد من المزارعين .
- العروة المتأخرة: خلال هذه الفترة قد تكون درجة الحرارة مرتفعة لذا وجب حماية النبتة من الحرارة ، و تزرع البذور في شهري مارس و ابريل ، تنمو الشتلات في اواخر ابريل .
- العروة المحيرة : تتم زراعة الطماطم في المناطق الساحلية خلال ابريل و ماي ، و تنمو الشتلات في يونيو لكن يجب اختيار الصنف الذي يتحمل درجة الحرارة مثل النبات ذي النمو الخضري القوي .
- العروة الخريفية : في المناطق الدافئة يتم زراعة الطماطم خلال يوليو و غشت حيث تنمو الشتلات في سبتمبر .
طريقة زراعة الطماطم
يمكنك زراعة الطماطم بسهولة عبر الخطوات الاساسية التالية :- يجب حرث الارض جيدا و تسويتها عن طريق تفتيت التربة المتماسكة و ازالة المخلفات الزراعية.
- تضاف بعض الاسمدة قبل الزراعة كالسماد البلدي المكمور الذي يتم كمره للتخلص من بذور الحشائش و النيماتودا و بيض الحشرات.
- يتم خلط السماد جيدا مع التربة بعمق 5 -7 سم ، وتوزيعه بشكل جيد .
- قبل البدء في عملية الزراعة يستحسن ان تكون التربة جافة تماما .
- قبل شراء البذور يجب التأكد من انها في حالة جيدة بعيدة عن الرطوبة و الشمس و انها توجد بمكان جيد التهوية .
- يأتي الوقت المناسب للزراعة حيت نقوم بوضع البذور في المكان الذي سوف تتم فيه الزراعة ، ثم نقوم بري التربة بشكل جيد لثتبيت البذور .
- خلال عدة ايام ستلاحظ ان البذور بدأت بالنمو و قد ظهرت براعم صغيرة تتحول الى شتلات مع مرور الوقت .
- تترك الاوراق العلوية كما هي ، و تقص الاوراق التي تنمو اسفل الساق .
نظام ري الطماطم
- يجب تعطيش التربة قليلا في الرية الاولى لمساعدة المجموع الجذري على الانتشار .
- يتحدد موعد الري المنتظم حسب طبيعة الارض و درجة الحرارة و مرحلة النمو .
- خلال مرحلة العقد و التزهير يجب الانتظام في الري طباحا و مساءا خصوصا في الصيف و ينصح بعدم غمر المصاطب بالماء .
- خلال النضج يراعى عدم تعطيش النباتات و تقليل فترات الري ، و يمنع الري بعد تلوين 30% من الثمار و ذلك بالنسبة للاصناف و الهجن ذات فترة جمع المحصول القصيرة .
- لايجب التعطيش ثم الاشباع خاصة في مرحلة تكون الثمار لان ذلك يزيد من احتمالية تشقق الثمار و انتشار مرض عفن طرف الزهرة .
- عند وجود نسبة عالية من الملوحة يتم الري على الحامي و على فترات متقاربة .
نظام تسميد الطماطم
يتطلب نظام التسميد للطماطم تخطيطًا دقيقًا وفقًا لعدة عوامل، مثل مرحلة نمو النبات، نوع الصنف، و ظروف البيئة الزراعية. يختلف التسميد تبعًا للمرحلة التي يمر بها النبات، حيث يحتاج في كل مرحلة إلى نسب متفاوتة من العناصر الغذائية لضمان نمو صحي وتحقيق إنتاجية عالية.- مرحلة الإنبات: خلال هذه المرحلة، يحتاج محصول الطماطم إلى نسبة عالية من الآزوت (النيتروجين)، وهو عنصر أساسي لتعزيز نمو الأجزاء الخضراء للنبات، مثل الأوراق والسيقان.
- مرحلة العقد والإثمار: مع تقدم النبات في مراحل نموه، يحتاج إلى نسبة أعلى من البوتاسيوم مقارنةً بالآزوت، حيث يساعد البوتاسيوم في تحسين جودة الثمار، وتعزيز قدرتها على مقاومة الأمراض، وكذلك دعم عملية التمثيل الغذائي. كما يحتاج النبات أيضًا إلى الفوسفور الذي يساهم في تنمية الجذور، و الكالسيوم الذي يساعد في مقاومة مرض عفن الطرف الزهري الذي يصيب الثمار.
تُعدّ نترات النشادر من السمادات الغنية بالآزوت، وهي ضرورية في المراحل الأولى من النمو. بينما يستخدم سلفات البوتاسيوم في مرحلة الإثمار لرفع مستويات البوتاسيوم، ويعتبر سوبر فوسفات من المصادر الهامة للفوسفور، والذي يعزز نمو الجذور ويحسن صحة النبات.
أسلوب التسميد:
من الممكن أيضًا استخدام سماد NPK (الذي يحتوي على الآزوت، الفوسفور، والبوتاسيوم) كخيار متكامل لملء احتياجات النبات من العناصر الأساسية. يجب مراعاة الكميات المضافة بناءً على المساحة المزروعة و حالة التربة، حيث إن التسميد الزائد قد يضر بالنباتات بدلاً من تعزيز نموها.
باختصار، يتطلب تسميد الطماطم معرفة دقيقة باحتياجات النبات في كل مرحلة من مراحل نموه، ويجب أن يتم التسميد بشكل متوازن لضمان أفضل إنتاجية وجودة للثمار.
يجب على المزارع معرفة كل صنف و الاحتياجات المناسبة له من الاسمدة و كذلك معرفة الامراض التي تصيب الطماطم أعراضها و كيفية الوقاية منها .